الصفحة الرئيسية > تقارير > بهلول يبحث عن جميلة

بهلول يبحث عن جميلة

 ريمون مرجية

امام شاطئ بحر عكا، يقع المنزل، تتلون جدرانه الداخلية بوتيرة تغير الاضواء المزينة لشجرة عيد الميلاد في احدى زواياه.. عبر النافذة الواسعة يطل الأزرق الكبير فيمنح البيت هيبة وجمالا وخصوصية..ولكن  الزائر ما يلبث أن يستشعر بغياب صاحبة البيت.. جميلة زوجته ورفيقة دربه التي رحلت مبكرا نهاية العام المنصرم.

اما الاكيد فهو ان عامود المنزل، حاضر فيه لا محالة، وكما هو عبر الاثير الاذاعي او موجات البث التلفزيونية، يطغي زهير بهلول بحضوره وطلاقة لسانه على المشهد العام في أي حيز يكون فيه، حتى لو نقص نصفه الثاني، زوجته الراحلة المربية جميلة ددن.

  التقينا زهير مرتين .. في ذكرى الاربعين لرحيل زوجته وبعد حصوله على التكريم في مؤتمر ايلات للصحافة فأخذتنا الدردشات معه لعدة طرق وهو ما زال يستصعب لملمة نفسه واستئناف المسيرة بعد رحيل نصفه الآخر زوجته جميلة.

  

كيف تشعر الان؟

” كيف يمكن ان يكون الشعور؟ صعب جداً، لا ادري ان كنت أستطيع ان اعبر هذه الازمة.  رغم انشغالي بالعمل لكني اشعر بفراغ كبير، كانت جميلة تملأ علي حياتي على مدى نحو ثلاثة عقود. كانت تتغلب على الصعاب وتغزو الاهداف التي تضعها لنفسها، فانا انسان اعمل لكني لا اجيد ادارة الحياة…هذا من اختصاصها كانت قائدة البيت.

وراء كل رجل عظيم امرأة؟

” لا اعرف، اعتقد هي كانت عظيمة ليس انا. فرغم ضرورات عملي وسفري المتكرر، قبلت بالامر الواقع، فكانت داخل البيت هي النجم وانا مجرد لاعب ثانوي. لهذا سعدت كثيراً خلال ايام العزاء، تحدث المعزون عنها ليس كزوجة زهير بهلول، بل كمربية تمتعت بحسن الخلق والشخصية.

امام هذا الفقدان كان مفاجأً وجود شجرة الميلاد داخل المنزل، اولا لان الحداد ما زال يخيم عليه، وثانياً، عائلة بهلول ليست عائلة مسيحية. بالنسبة لبهلول لا غرابة في ذلك. ” هي دايما كانت موجودة هناك في الاعياد ” ،يقول زهير وينوه أنه ولد في ليلة الرابع والعشرين والخامس والعشرين من كانون اول، أي ليلة عيد الميلاد، لذا اعتادت عائلته على وضع شجرة العيد في المنزل”.

 

 رغم الحداد؟

” هذا العام صمم أبنائي  وضعها وتزيينها لان “الماما تريد ذلك” بعد ان اعتادت والدتهم تزين الشجرة في كل سنة.

 استغرب البعض وجودك في مؤتمر ايلات بعد اقل من شهر على رحيل المرحومة.

” علمت اني سأكرم قبل وفاتها، وتوجهت الى هناك مدركاً انها ستكون سعيدة بذلك”.

كيف كان الشعور؟

” كان شعورا مختلطاً، لاني في كل مرة حصلت بها على جائزة، كانت الى جانبي، على عكس هذه المرة”.

لكنك لم تذكرها بكلمة، خلال إلقائك كلمة شكر على تكريمك، لماذا؟

” الجميع علم بوفاتها، شعرت انني ان ذكرتها أعكس الحزن الشخصي على الحفل. علماً انني كتبت مقالا في الصحف المحلية التابعة ليديعوت احرونوت، وشاركت الناس باحاسيسي، وفعلاً في ايلات التقيت باشخاص لا تربطني بهم أي معرفة، وكانوا يأتون ليعزوني”.

حب من اول نظرة

ليس سهلا على ابن 59 عاماً العيش وحده داخل منزل كبير، صحيح ان الابناء يعيشون معه، لكنهم ينصرفون لاشغالهم ودراستهم، ليبقى وحيداً في اوقات الفراغ، غير الكثيرة في زحمة اعماله بين اذاعة الشمس وكلية عيمق يزراعيل وراديو القدس. تبدو ابسط الامور غريبة وجديدة عليه، تخيلوا زهير بهلول يحضر كوباً من القهوة لوحده داخل مطبخ كبير، الان هو  مضطر على ذلك..تفاصيل صغيرة لكنها كبيرة”.

 

نظرة فزيارة .. فزواج

خلال الاعوام 1970-1975 عمل مدرساً في مدرسة الامل في عكا، وكان شقيقا جميلة من بين طلابه، كانت حينها صغيرة السن، مع ذلك جمالها لفت نظره كما يقول “احببتها من اول نظرة” واصر ان تكون شريكة حياته” رغم فارق العمر( 8 سنوات)”.

يواصل بهلول الحفر بذاكرته، يتذكر كيف خطا اولى خطواته نحو تكوين اسرة خاصة به “رغم عدم شجاعتي خصوصا في تلك الفترة، توجهت الى بيتها بذرائع مختلفة، وحينما تكررت الزيارات انجلى السبب وكانت صفقة عمري”.

استمر أمد هذه الصفقة 33 عاما ولد خلالها ثلاث ابناء، عادل(30) ،اصفهان(28) وشيراز(20)  لم يكن فيها ابو عادل النجم في البيت كما يعترف هو. واذا كان قد اعتاد سماع الثناء والمديح من المارة في الشارع، فكان يعلم ان داخل المنزل ينتظره كلام ناقد . ويقدم مثالا:” على سبيل المثال حماسي المفرط خلال تعليقي على مباريات مرة القدم، الناس كانت تغدق علي بالاطراء، وحين اعود الى البيت كانت تقول لي بالغت”.

بين عرفات وشارون

الى جانب تغطيته الاحداث الرياضية، تناول بهلول قضايا سياسية مختلفة عبر مختلف مراحله حياته، ولان للسياسة حساسيتها وقواعدها، كانت “ام عادل” اكثر تدقيقاً على اسلوب عمل زوجها، فكانت بمثابة ناقدة بناءة لعمله. ” كانت تفرملني احيانا في بعض المواقف السياسية، وفي المقابل كانت تنتقد ملاطفتي للآخرين في بعض القضايا، في احدى المرات دار جدل صاخب بيني وبين اريئيل شارون، عندما وصف عرفات انه نازي، وعندما عدت قالت لي ” كان يجب ان تدير اللقاء بعقلية وان لا تصعد المقابلة وتفجرها “.

الى جانب دورها هذا، لم تنس جميلة انه زوجها، موفرة له الدعم امام الصعاب والازمات، فيذكر حادثة حصلت مع قدوم “الختيار” لاول مرة الى الاراضي الفلسطينية بعد اتفاقية اوسلو ” عند عودة عرفات الى  غزة كنت اعلق على الحدث عبر الاذاعة الاسرائيلية بااللغة العبرية، وقلت حينها ان الحدث تاريخي وكنت متحمساً جداً، لدرجة اثارت غضب الجمهور الاسرائيلي الذي انهال بالاتصالات الهاتفية على الاذاعة، فنقلوا لي رسالها مفادها ان اتوقف عن ذلك، فعدت مكتئباً الى المنزل، فقالت لي عندما دخلت ” تبا للجميع، أحسنت”.

من اين تستمد قواك للاستمرار بعد الفقدان؟

” اعتقد ان القدرة على المواصلة هي ربانية، فوحدي اشعر بفراغ كبير، رغم اني كنت دائماً، اشكو قلة الوقت، وسرعة الزمن، الاكتئاب يراودني كثيراً منذ وفاتها، اكثر ما افتقده هو الشراكة بعد ان فضت، لقد كانت جميلة تسير في عروقي! اعتدت ان هنالك من يصفق ويشعر معي، لوحدي لا استطيع التصفيق، وما اشعر به اليوم هو فقط غيابها، هي أعز من علي غاب”.  “لا يمكن ان اكون كما كنت قبل وفاة جميلة، لقد قمعت احلامي“.

 

في كثير من الحالات المماثلة يحث البعض الزوج الارمل على الزواج ثانية، لئلا يبقى وحده في المنزل، صادفت مثل هذه الدعوات؟

نعم، ولا استطيع ان افهمها، خصوصاً انها اتت قبل ان يمر اربعين يوما على الوفاة.

ولا تفكر بذلك؟

ابداً، لا يمكن.

 

السيرة المهنية

وعمر عمل زهير في الإعلام من عمر زواجه وهو يقدم برامجه باللغتين وبات نجما إعلاميا ورمزا للتعايش العربي اليهودي.

 

كيف تلخص سيرتك المهنية لغاية اليوم؟

” عاصفة وثرية، ولو ولدت مجدداً وخيرت، لن استبدل حياتي ولا للحظة.

حققت احلامي وذاتي، عملت في خطين متوازيين، خدمت مجتمعي صحفياً ومثلته امام المجتمع اليهودي. اعتبر اني تركت ارثاً معينا من خلال عملي بالمجالين. الاول خدمته عبر برامج مثل ” بين المواطن والسلطة” و “دردشات” ، والمجتمع اليهودي من خلال البرامج الرياضية والسياسية.

ورغم انني لم افلح في تقديم برامج في ساعات الذروة، لكني اشعر بنوع من الاكتفاء، بعد 31 عاما من العمل في سلطة البث”.

ولكن كيف تعايشت مع سلطة بث بالعربية اعتبرت بوقا السلطة؟  

” ولدنا في دولة ليست لنا، ولا تعتبرنا اننا لها، تركنا لوحدنا، بدون تلفزيون ولا اذاعة يمثلون هويتنا، في مثل هذه الظروف لم تكن لي منصة اخرى”.

بث برنامج” بين المواطن والسلطة” بين الاعوام 1974-1986

وهو برنامج ثوري برأي زهير.” كنت اناطح واقارع كل اصحاب السلطة من خلال تقديم شكاوى المواطنين، هناك من يقول ان هذا البرنامج كان يستغل كدعاية للترويج على ان الدولة ديمقراطية، فليكن، لكني كنت اقارع المسؤولين، لدرجة انهم دفنوا سلسلة وثائقية كنت قد اعددتها عن المقابر الاسلامية ولم يبثوا منها سوى حلقة واحدة، الاولى. ذلك ليس لاني وطني، بل صحفي، بكل ما يعني ذلك من مصداقية ومهنية واخلاقياتها. اعدك لو كنت عكس ذلك، لكنت مديراً للتلفزيون الاسرائيلي منذ زمن، علما اني لا اريد ذلك”.

 

 

كيف ترى التلفزيون العربي الاسرائيلي اليوم؟

حقيقة لا اتابعه، لكني ممتعض من كل ما يتعلق بدمج العرب فيه وارفض ذريعة  غياب  الكفاءات، فهي موجودة، لكنهم لا يستوعبونها…وهذه هي حالة الصحافة العبرية التي لا تشغل سوى نصف بالمائة من العرب”.

 ماذا عن وسائل الاعلام العربية؟

” استطيع ان ادلي بشهادة “اني اتهم”…اولا: استهجن عدم ولادة صحيفة عربية يومية، وهذه نقيصة سيعاقبنا عليها التاريخ.حينما ولدت وسائل الاعلام الاسبوعية، أًسرت هذه في معادلة ما يسمى بالصحافة الصفراء، كاننا كنا احوج الى صحافة عرجاء، واليوم، ما ان تفتح صحيفة الا وتجدها فارغة من المضامين، بعيدة عن مقالات العمق والتحليلات الصحفية الحيوية. فترتكز على شظايا احداث تكون معادلة وهمية. وكاننا نعيش فقط بين اغنية فلان وافتتاح مدرسة ودفن امواتنا. اهذا هو الارث الذي تتركه الصحافة لنا؟اين النقد الحقيقي. اين الرؤية والبعد والوعي؟ يجب على الصحافة ان تقود المجتمع لا ان تتذيل وراءه. لا اعتقد ان الثقافة التي نحتاج اليها، هي صورة وتحتها سطران، صحيح في بريطانيا هناك صحافة صفراء مثل ديلي ميرور والصن، لكن الى جانبها هناك الغارديان.

واين دورك انت؟ لماذا لم تبادر؟

” بداية الثمانينات اصدرت صحيفة رياضية اسبوعية، اطلقت عليها اسم “اوفسايد” الا انني وجدت ان خصوم هذه الصحيفة هم ابناء جلدتي..ولم ينشروا الاعلانات فيها. وهنا يأتي دور الفئوية، فمن قال ان المؤسسات الاعلامية يجب عليها ان تتخاصم؟

مع ذلك، اعترف ان هذه لائحة دفاع هشة، صحيح، اهتممت بعملي ولم انتبه لهذه القضية، اعترف اني جزء من الفشل في اقامة وسيلة اعلام من هذا القبيل”.

وكيف تقيم أداء إذاعة الشمس؟

من الصعب ان يتحدث انسان عن وسيلة اعلامية يعمل بها، لكن الارقام تتحدث بنفسها، لقد جاءت هذه الاذاعة بحلة ومضامين جديدة، طاق لها الناس منذ زمن، ورغم الاهتمام منقطع النظير بها، ارى ان هناك حاجة دائما للتطوير. توجد اخطاء هنا وهناك، لكن البرامج ناجحة وتفي بالغرض.

لكن هناك انتقادات على ظروف العمل فيها، وشهدنا مؤخرا ترك العديد من الموظفين.

انا يقظ لهذا الادعاء، لكن يجب فحص كل امر بشكل فردي، من السهل توجيه اللوم على ارباب الاذاعة، لكن علينا ان ننظر الى المسألة من كل الزوايا، في نهاية المطاف، الكمال لله وحده، في بعض الامور مثل مسألة وتيرة تبدل الموظفين، بحاجة الى تهذيب اكثر.

 

بصيص أمل

 مع ذلك بهلول غير فافقد للأمل، فهو متفائل بطيعته كما يقول، ومرد هذا التفاءل  “بريق الامل” الذي يراه بالاونة الاخيرة، وبالتحديد “لهفة المثقفين الشباب والشابات لتعلم الصحافة، فهناك كوادر لا بأس بها، خاصة مع مناقصة التلفزيون العربي الجديدة.”

 

هل تعول عليه؟

” لا اعرف، اولا هناك حاجة لتلفزيون يعنى بشؤوننا، هناك مكان وحاجة له، لكن السؤال كيف سيولد هذا المولود”.

كيف تقيم المتقدمين للمناقصة؟

” لا استطيع التقييم، لكن أمل أن يتم استثمار هذه الشراكة فعلا في مشروع حضاري. التلفزيون سيكون متفاعلاً  مستقبلاً، ويعطي الامكانية للمشاهد لت يتابع البرنامج التلفويوني وبنفس الوقت ان يتواصل مع اصدقاءه من خلال نافذة على الشاشة، يحاور صديقه من خلال مشاهدة مشتركة.

هل تؤمن ان عهد الصحف قد انتهى؟

” الصحافة الورقية في ازمة حادة، خاصة مع عدم وجود قراء ليتابعوها، واليوم حتى الكتاب احيانا لا يطبع لعدم وجود من يقرأه”.

 

بموضوع القراءة؟ هل تقرأ؟ وماذا؟

” أحب ان اقرأ كتب الادب القديمة، الاجنبية والعربية والمقالات المهنية خصوصا في مجال الصحافة والاعلام. واعشق الكتب القديمة، التي كنت اقرأها في الماضي، فتجدني اعود لقرائتها من جديد”.

وماذا عن الكتب السياسية؟

” لا احبها كثيرا، رغم اني احب السياسية، لكن الحياة بحاجة لتوازنات، رغم ان الكتاب الذي اقرأه حاليا “شيرانسكي بلا قناع” جذبني العنوان واردت ان اعرف ما يحتوي، لذا بدأت بقراءته مؤخرا”.

تتميز بقدراتك التعبيرية باللغتين العبرية والعربية، أي منهما تشعر انك تستطيع التعبير بها اكثر؟ ولماذا هناك شعور انك تفكر بالعبرية حتى عندما تتحدث العربية؟ خصوصا عندما تستعمل كلمة “فانظازيا” او “مزءبقاً”؟

افخر دائما باني ادمج في لغتي ثقافتين، واتساءل لماذا تغلق اللغة العربية ابوابها امام لغات وثقافات اخرى؟ لا اعرف ان كنت افكر بالعبرية، لكن بلا شك لها تأثير كبير علي، اما اذا كان ذلك ينعكس في التفكير او التعبير، فاولاً تستعمل كلمة “زئبقة” بالعربية، واذا شعر الناس بهذا، فامل ان لا يرون بذلك ضررا، لاني اعتقد ان هذا يثري اللغة العربية.

 

هل يمكن ان نرى بهلول سياسياً؟

” لا اميل الى ذلك، لاني فضلت لغاية الان العمل في مهنتي المحببة على حساب مغريات وعروض السياسيين، وعادة اجتزت هذه الاختبارات بتفضيلي الصحافة على السياسة”.

ويشير زهير أنه رفض وظيفة سفير اسرائيل في فنلندا لكنه،وبلغة الواثق يشرح السبب ” كيف لي كفلسطيني ان امثل السياسة الاسرائيلية في الخارج، وانا املك اقارب في مخيمات اللجوء؟ لحين تحقيق السلام الحقيقي والعادل، لن اقبل ايا من هذه العروض.

وماذا عن منصب في الداخل؟ الكنيست مثلا!

هنا ايضا كان لبهلول نصيبا من العروض المغرية، لكنها لم تتنفذ، لعزفه هو عن تحقيقها. “بداية الثمانينات توجه الي عيزر فايتسمان ودعاني لمكتبه في تل ابيب، كان عازما انذاك على انجاب حزب “ياحد” وباسلوبه الوقح عرض علي ان انضم اليه حاجزا لي المقعد الخامس، ابتسمت امامه فانقض علي وقال “لماذا تبتسم؟ وقع!” قلت له لا ارى بنفسي سياسياً، قال انت لا تقرر في ذلك، هذا شأني . قلت له: امنحي بعض الوقت. بعد ان خرجت من مكتبه اتصلت عليه مباشرة، وقلت له  قررت، اعطيك من هو افضل مني. فرد، اول مرة ارى شخصا يفضل اخر عليه ويقول انه افضل منه.

بعد اسبوع اتصلت به وعرضت عليه زميلي حينها، المحامي محمد مصاروة، وبالفعل، انضم اليهم لكن الحزب حصل على 3 مقاعد فقط .. لكن فايتسمان صدق معه، واوصله الى منصب قنصل في الولايات المتحدة.

 

 والاحزاب العربية؟ هل تلقيت عروضا منها ايضا؟

“بعد الاحداث الاخيرة في عكا، توجه الي عدد من المواطنين العرب في المدن المختلطة وعرضوا علي رئاسة حزب لعرب هذه المدن، لكن الوقت كان ضيقا ولم تكن هناك امكانية لاقامة مثل هذا الحزب.صراحة في كل انتخابات اتلقى عروضاً من احزاب مختلفة، لكني افضل “مداعبة السياسة من بعيد..مع ذلك، “لا الغي أي احتمال، لان الحياة ديناميكية، نصيحتي، لا تصدق انسان يقول لك نعم او لا مطلق”.

 كيف تقّيم السياسيين العرب الحاليين؟

” اكن الاحترام لهم، لانهم يعملون في ظروف مستحيلة، لدى ملاحظات وهي شرعية، لكن بامر واحد لا يستطيع ان يختلف اثنان، ثقافة مندوبي الجماهير العربية، فعلاً يتمتعون بثقافة عالية. لكن احيانا تختلط عليهم الامور، خصوصا ما يتعلق بالفلسطينيين في الداخل ومن هم في الخارج، من حيث تولية الاهتمام الاكبر. اما الملاحظة المحورية، فهي انهم استبعدوا لغاية الان أي امكانية للوحدة، وهذه قضية مستهجنة رغم كونها واقعية وسوف يحاسبهم التاريخ. رغم ذلك، نحن جديرون بمحاولة على الاقل، وهذه اكثر من همسة عتاب، فلا حاجة للتعددية في ظروفنا هذه”.

 

 

 هل من شخصيات تفتقدها اليوم؟

” نحن بأمس الحاجة للشخصية النيرة والمتعمقة لتوفيق طوبي، لفكر عزمي بشارة في رحاب هذه البلاد، لثورة ابو الامين (توفيق زياد) ورؤى اميل حبيبي، للشخصية النسوية لفيوليت خوري، اتساءل اين النساء المثقفات؟

ماذا عن حنين زعبي؟

” تقوم بعمل جيد”.

هل تساوي بين بشارة وباقي من ذكرتهم؟

” بلا شك، من حيث الفكر السياسي، هو في مستوى هؤلاء الكبار”.

في الاونة الاخيرة تعرضت للهجوم من قبل الاسرائيليين بعد المقابلة التي اجريتها مع سمر الحاج منظمة سفينة “مريم” لكسر الحصار على قطاع غزة، وانت الذي عايش اليهود وتعايش معهم لسنوات طويلة، فهل ترى التعايش ممكناً بعد ما خبرت من هجوم عليك؟

” اولا ما زلت اؤمن بضرورة التعايش، رغم خيبات الامل من الوضع القائم.  وهذا ولّد مواقف لربما جاءت متأخرة، لاني كنت اعمل في التلفزيون، وعلى الصحفي ان يكون موضوعياً”.

لماذا هذه الردود اليهودية الغاضبة عليك؟

” لأني كنت وعبر سنوات طوال العربي الذي يداعبهم خلال تغطية الاحداث الرياضية  وابان المونديال الاخير اجروا استفتاءاً حول المعلق المرغوب لدى الجمهور، وجئت في المرتبة الثانية، بعد يورام اربيل، وهذا مؤشر على محبتهم لي.. واذ بي اصدر تصريحات مخالفة لمواقفهم، فاغضبهم هذا جدا”.

ويستدرك، لكن للحقيقة، ورغم هذه المواقف، ارتأوا ان يكرموني، واعتبر ذلك ” ابراقة من الصحافة الاسرائيلية”.

 

 

 

التصنيفات :تقارير
  1. لا توجد تعليقات حتى الآن.
  1. No trackbacks yet.

أضف تعليق